Stories & Reflections
ليلى زينب، 64 سنة، عالمة ÙÙŠ التنجيم
أثينا؟ يا له من اسم مشوّق! لنرَ… رقمها الأقصى هو 9. Ù…ØªÙØ§Ø¦Ù„ة، أنيسة، Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† تتميّز بين ØØ´Ø¯. قد يقصدها الناس سعياً إلى التÙهّم ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© والسخاء. ولهذا السبب ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ عليها أن تكون ØØ°Ø±Ø©ØŒ لأنّ هذا الميل إلى الشعبية قد يصيبها بالغرور، ÙˆØ³ÙŠÙØ¶ÙŠ Ø¨Ù‡Ø§ الأمر إلى الخسارة أكثر من الكَسْب. عليها أيضاً أن تصون لسانها، لأنها ميّالة إلى الكلام أكثر مما يقتضيه المنطق.
أما رقمها الأدنى، Ùهو 11. Ø£ÙØØ³Ù‘ أنها تتطلّع إلى مركز زعامة. لها اهتمام بالموضوعات الصوÙية. ومن خلالها ØªØØ§ÙˆÙ„ أن توجد الانسجام لمَن ØÙˆÙ„ها.
لكن هذا يتضارب مباشرة مع الرقم تسعة، الذي يشكّل مجموع أرقام ميلادها من يوم وشهر وسنة، وهي أرقام مختزلة ÙÙŠ رقم ÙˆØÙŠØ¯: ستكون على الدوام عرضة Ù„Ù„ØØ³Ø¯ ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† والانطواء والقرارات المتهوّرة. عليها Ø§Ù„ØØ°Ø± لئلا تدع Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ تتأثّر بذبذبات سلبية: Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø·ØŒ التعصّب، إساءة استخدام السلطة، الإسراÙ.
بسبب هذا التضارب، Ø£Ù‚ØªØ±Ø Ø£Ù† تختار مهنة لا تنطوي على الاتصال العاطÙÙŠ مع الناس، مثل هندسة Ø§Ù„ØØ§Ø³ÙˆØ¨ أو الهندسة المدنية.
توÙّيت؟ أنا Ø¢Ø³ÙØ©. إذاً، ما الذي كانت ØªÙØ¹Ù„ه؟
ما الذي كانت أثينا ØªÙØ¹Ù„ه؟ ÙØ¹Ù„ت القليل من كل شيء، لكن، إن كنت لأÙلخّص ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ØŒ لقلتÙ: كانت كاهنة، Ùهمتْ قوى الطبيعة. أو، Ø¨Ø§Ù„Ø£ØØ±Ù‰ØŒ كانت امرأة، بالنظر إلى الواقع البسيط ÙÙŠ امتلاك القليل لخسارته أو تأمّله ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø©ØŒ Ø¬Ø§Ø²ÙØª أكثر من سواها، وآل بها المطا٠إلى التØÙˆÙ‘Ù„ إلى القوى التي ظنّت أنها كانت متمكّنة منها.
كانت أمينة صندوق ÙÙŠ Ø£ØØ¯ المتاجر الكبرى، Ù…ÙˆØ¸Ù‘ÙØ© Ù…ØµØ±ÙØŒ سمسارة عقارات، ÙˆÙÙŠ كلّ٠من هذه المراكز، كانت تكش٠دوماً عن الكاهنة ÙÙŠ داخلها. عشت٠معها ثماني سنوات وأدين لها بـ: Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذÙكْراها وهويّتها.
أصعب ما ÙÙŠ جمع هذه Ø§Ù„Ø¥ÙØ§Ø¯Ø§Øª كان إقناع الأشخاص بأن ÙŠÙØ¬ÙŠØ²ÙˆØ§ لي استخدام أسمائهم الØÙ‚يقية. قال البعض إنهم لا يريدون التورّط ÙÙŠ مثل هذا النوع من القصص. ØØ§ÙˆÙ„ البعض الآخر تورية آرائه ومشاعره. Ø£ÙˆØ¶ØØª أنّ نيّتي الØÙ‚يقية هي مساعدة جميع من ÙŠÙØ¹Ù†Ù‰ بÙهمها على وجه Ø£ÙØ¶Ù„ØŒ وأنّ ما من قارىء يصدّق Ø¥ÙØ§Ø¯Ø§Øª لا تØÙ…Ù„ اسماً.
واÙقوا ÙÙŠ النهاية، ظناً منهم أنهم عرÙوا الوجه Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯ والقاطع لأي ØØ¯Ø«ØŒ مهما يكن بلا دلالة. خلال التسجيلات، رأيت أن الأشياء لا تكون مطلقة أبداً، هي وق٠على مدارك كل ÙØ±Ø¯. والطريقة Ø§Ù„ÙØ¶Ù„Ù‰ Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© من Ù†ØÙ†ØŒ تكون ÙÙŠ الغالب باكتشا٠نظرة الآخرين إلينا.
لا يعني هذا أن Ù†ÙØ¹Ù„ ما يتوقّع الغير منّا ÙØ¹Ù„ه، لكنه يساعدنا على Ùهم Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ Ø£ÙØ¶Ù„. أنا مَدين لأثينا ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ قصّتها، ÙÙŠ كتابة Ø®Ø±Ø§ÙØªÙ‡Ø§.
سميرة ر. خليل، 57 سنة، ربّة منزل، والدة أثينا
أرجوك، لا تدعÙها أثينا. اسمها الØÙ‚يقي شيرين، شيرين خليل، ابنتنا الغالية، التي أردناها يائسين، التي تمنّيت٠ووالدها لو كنّا Ù…ÙŽÙ† Ø±ÙØ²Ù‚ا بها. لكن، كان للØÙŠØ§Ø© مخطّطات أخرى. عندما تكون Ù‚ÙØ³Ù…تنا شديدة السخاء، يكون هناك على الدوام بئر تهوي Ùيها كلّ Ø£ØÙ„امنا.
عشنا ÙÙŠ بيروت، يوم تواÙÙ‚ الجميع على اعتبارها أجمل مدن الشرق الأوسط. كان زوجي صناعياً Ù†Ø§Ø¬ØØ§Ù‹ØŒ وقد تزوّجنا عن ØØ¨. دَرَجنا على Ø§Ù„Ø³ÙØ± إلى أوروبا كل سنة. كان لنا أصدقاء عدة، وكنا Ù†ÙØ¯Ø¹Ù‰ إلى كل المناسبات الاجتماعية المرموقة. وذات مرة، زار منزلي رئيس الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© بلØÙ…Ù‡ ودمه، أتتصوّر! ثلاثة أيام لا تÙنسى. قضى عملاء الاستخبارات الأميركية السرّية قرابة اليومين يمشّطون المنزل زاوية زاوية (كانوا قد أمّوا المنطقة منذ أكثر من شهرين، متّخذين مواقع استراتيجية، يستأجرون شققاً، يتنكّرون بزيّ متسوّلين أو عشّاق ÙŠØ§ÙØ¹ÙŠÙ†). ÙˆØ§ØØªÙلنا، ليوم، أو Ø¨Ø§Ù„Ø£ØØ±Ù‰ لساعتين. لن أنسى يوماً نظرة Ø§Ù„ØØ³Ø¯ التي Ø§ØªÙ‘Ø´ØØª بها عيون أصدقائنا، ولن أنسى الشعور بالØÙ…اسة ونØÙ† نتصوّر إلى جانب الرجل الأكثر Ù†Ùوذاً على وجه الأرض.
امتلكنا كل شيء، ما عدا أهم ما أردنا امتلاكه وهو الابن. وبالتالي، لم نمتلك شيئاً.
ØØ§ÙˆÙ„نا كل شيء: قطعنا العهود والوعود، قصدنا أماكن كانت المعجزات Ùيها أكيدة. استشرنا أطباء، مشعوذين، تناولنا أدوية وشربنا أنواعاً من الإكسير والجرعات Ø§Ù„Ø³ØØ±ÙŠØ©. خضعت٠للإخصاب الاصطناعي مرّتين، ÙˆÙقدت الطÙÙ„ ÙÙŠ المرّتين. ÙˆÙÙŠ المرة الثانية، Ùقدت المبيض الأيسر؛ على أثر ذلك، لم يكن أي طبيب على استعداد لمثل هذه المخاطرة مجدداً.
إذّاك، Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø£ØØ¯ أصدقائنا العديدين الذين كانوا على علم Ø¨ØØ§Ù„نا العصيبة الØÙ„Ù‘ Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…Ù„ الوØÙŠØ¯: التبنّي. قال إنّ لديه معار٠ÙÙŠ رومانيا، وإنّ العملية لن تستغرق الكثير من الوقت.
بعد شهر، ركبنا طائرة. كان لصديقنا علاقات عمل مهمة مع الديكتاتور الذي ØÙƒÙ… البلاد ØÙŠÙ†Ø°Ø§ÙƒØŒ والذي نسيت٠اسمه (Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø© الناشر: نيكولاي تشاوتشيسكو). وهكذا ØªÙØ§Ø¯ÙŠÙ†Ø§ الروتين الØÙƒÙˆÙ…ÙŠ البيروقراطي، وتوجّهنا تواً إلى مركز٠للتبني ÙÙŠ سيبيو، ÙÙŠ ØªØ±Ø§Ù†Ø³Ù„ÙØ§Ù†ÙŠØ§. كنّا هناك، Ù…ØØ·Ù‘ ترØÙŠØ¨ØŒ قدّÙمت إلينا القهوة، الدخان، المياه المعدنية، وإذا بالأوراق تÙوقّع ÙˆØªÙØ®ØªÙ…. كلّ ما كان علينا ÙØ¹Ù„Ù‡ هو اختيار ولد.
تمّ Ø§ØµØ·ØØ§Ø¨Ù†Ø§ إلى ØØ¶Ø§Ù†Ø© شديدة البرودة. ولم أستطع أن أتصوّر كي٠أمكنهم ترك أولئك الأولاد المساكين ÙÙŠ مكان مماثل. كان تبنّيهم جميعاً أول ما راودني غريزيّاً. أن Ø£ØÙ…لهم معي إلى لبنان، ØÙŠØ« الشمس ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ©. لكن من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‡Ø§ كانت Ùكرة مجنونة. جلنا مرّات عدة بين Ø§Ù„Ø£Ø³ÙØ±Ù‘ة، نصغي إلى بكاء الأولاد، وكنا مذعورين لعظمة القرار الذي كنّا على وشك اتّخاذه.
لأكثر من ساعة، لم أنطق بكلمة. وزوجي كذلك. خرجنا، تناولنا القهوة، دخّنا السجائر، ثم دخلنا مجدداً، ØØ¯Ø« ذلك غير مرّة. Ù„Ø§ØØ¸ØªÙ أن صبر المرأة المسؤولة عن التبنّي كاد ÙŠÙ†ÙØ¯. أرادت قراراً Ùورياً. ÙÙŠ تلك Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø©ØŒ Ø§Ø³ØªØ³Ù„Ù…ØªÙ Ù„ØØ³Ù‘ ÙØ·Ø±ÙŠ Ø£Ø¬Ø±Ø¤ على تسميته أمومة، كما لو أنني وجدت ولداً كان يجب أن يكون ولدي ÙÙŠ تجسّده، لكنه أتى إلى هذا العالم من رØÙ… امرأة أخرى. وإذا بي أشير إلى Ø·Ùلة Ù…ØØ¯Ù‘دة.
Ù†ØµØØªÙ†Ø§ السيدة أن Ù†Ùكّر مجدَّداً. هي التي كانت تنتظر Ø¨ÙØ§Ø±Øº الصبر أن نتّخذ قراراً! لكنني كنت أكيدة.
مع ذلك، ÙˆÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„ة٠منها تجنّب Ø¬Ø±Ø Ù…Ø´Ø§Ø¹Ø±ÙŠ )كانت تعتقد أن لنا روابط مع الطبقات العليا ÙÙŠ الØÙƒÙˆÙ…Ø© الرومانية(ØŒ همستْ ÙÙŠ أذني، بØÙŠØ« لا يسمعها زوجي، قائلةً: «Ø£Ø¹Ù„م٠أن الأمر لن ينجØ. Ùهذه الطÙلة من نسل غجري».
أجبتها أن Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© لا تنتقل عبر الجينات. وأن ابنة الأشهر الثلاثة هذه سو٠تكون ابنتنا، وسو٠تتلقى تربيتنا، بالاستناد إلى عاداتنا. ترتاد كنيستنا، تزور شطآننا، تقرأ كتباً Ø¨Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ©ØŒ تدرس ÙÙŠ المدرسة الأميركية ÙÙŠ بيروت. كنت أجهل كل أمر عن Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الغجر، ولا أزال. كلّ ما أعرÙÙ‡ أنهم يكثرون Ø§Ù„Ø³ÙØ±ØŒ قليلاً ما يغتسلون، ليسوا أهلاً للثقة، يضعون أقراطاً. تقول الأسطورة أنهم يختطÙون الأولاد ÙˆÙŠØµØØ¨ÙˆÙ†Ù‡Ù… ÙÙŠ قواÙلهم. لكن هنا كان ما ÙŠØØµÙ„ هو العكس تماماً. Ùقد خلّÙوا وراءهم Ø·Ùلة لأعتني بها.
ØØ§ÙˆÙ„تْ السيدة إقناعي بالعدول عن الأمر. لكنني كنت ÙÙŠ صدد التوقيع على الأوراق، والطلب إلى زوجي القيام Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙØ«Ù„. ÙÙŠ رØÙ„Ø© العودة إلى بيروت، بدا العالم Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ§Ù‹: لقد وهبني الله سبباً للعيش والعمل ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ§Ø ÙÙŠ مستنقع الدموع هذا. غدا عندنا Ø·ÙÙ„ يبرّر كل جهودنا.
كبرت شيرين ØÙƒÙ…Ø© وجمالاً؛ صØÙŠØ أن الأهل ÙƒØ§ÙØ© ÙŠÙØ§Ø®Ø±ÙˆÙ† بأولادهم، لكنني أعتقد أنّ شيرين كانت Ø·Ùلة استثنائية Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„. بعد ظهر Ø£ØØ¯ الأيام، وإذ كانت شيرين ÙÙŠ الخامسة، قال Ø£ØØ¯ أشقّائي إنها، إذا أرادت أن تعمل ÙÙŠ الخارج مستقبلاً، ÙØ¥Ù†Ù‘ اسمَها Ø³ÙŠÙØ¶Ø أصلها على الدوام. ÙˆØ§Ù‚ØªØ±Ø Ø£Ù† ÙŠÙØ³ØªØ¨Ø¯Ù„ به اسمٌ لا يوØÙŠ Ø¨Ø´ÙŠØ¡ØŒ مثل أثينا. الآن، بالطبع، أعلم أن «Ø£Ø«ÙŠÙ†Ø§» يمثّل عاصمة اليونان، وهو أيضاً اسم إلهة الØÙƒÙ…Ø© والذكاء ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¨ عند الإغريق.
لعلّ أخي عر٠ذلك، تماماً كإدراكه لما قد ÙŠØ³Ø¨Ù‘ÙØ¨Ù‡ اسم عربي من مشكلات ÙÙŠ المستقبل، ذلك أنه كان غارقاً ÙÙŠ شؤون السياسة، كسائر Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ العائلة، وأراد أن ÙŠØÙ…ÙŠ ابنة أخته من Ø§Ù„Ø³ÙØÙØ¨ السوداء التي استطاع هو ÙˆØØ¯Ù‡ أن يراها ÙÙŠ الأÙÙ‚. وأكثر ما يثير العجب أنّ شيرين Ø£ØØ¨Ù‘ت وقع هذا الاسم. عصر ذاك اليوم أخذت تشير إلى Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ على أنها أثينا، ولم يكن ÙÙŠ مقدور Ø£ØØ¯Ù أن يقنعها بغير ذلك. ولإرضائها، اعتمدنا أيضاً ذلك اللقب، معتقدين أنها ستكون نزوة عابرة.
Ø£ÙŠÙØ¹Ù‚Ù„ أن يؤثّر اسمٌ ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© إنسان؟ مرّ الوقت، وترسّخ الاسم. ÙÙŠ الثانية عشرة من العمر، اكتشÙنا أنّ ثمة دعوة دينية تجتذبها. كانت تقضي كلّ وقتها ÙÙŠ الكنيسة. وقد ØÙظت الإنجيل عن ظهر قلب؛ كان ذلك بركة ولعنة ÙÙŠ آن. Ø®ÙÙØªÙ على سلامة ابنتي وسط عالم كان آخذاً ÙÙŠ الانشقاقات الدينية. آنذاك بدأت شيرين تخبرنا، كما لو أن الأمر أكثر الأمور طبيعية ÙÙŠ العالم، أن لها أصدقاء Ø®Ùيين، وهم ملائكة وقديسون تعوّدت رؤية صورهم ÙÙŠ الكنيسة التي كنّا نرتادها. جميع الأولاد، أينما كان، لهم رؤى. لكن سرعان ما تتساقط من ذاكرتهم بعد تجاوز سنّ معيّنة. كما أنهم يعاملون الأجسام الجامدة، كالدمى والنمور الاسÙنجية، كما لو كانت من Ù„ØÙ… ودم. غير أنني شعرت ÙØ¹Ù„اً أنها كانت تبالغ عندما Ø§ØµØ·ØØ¨ØªÙ‡Ø§ من المدرسة ذات يوم، وقالت لي إنها قد رأت «Ø§Ù…رأة ÙÙŠ ØÙ„ّة بيضاء، تشبه مريم العذراء».
أنا أؤمن بالملائكة بطبيعة Ø§Ù„ØØ§Ù„. ØØªÙ‰ أنني أؤمن بأنّ الملائكة ÙŠØªØØ¯Ù‘ثون إلى Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„. لكن عندما يبدأ الطÙÙ„ بتلقّي رؤى يراها الراشدون، Ùهذه مسألة أخرى.
سبق لي أن قرأت عن Ø±ÙØ¹Ø§Ø© وقرويين شتّى زعموا رؤية امرأة ÙÙŠ ØÙ„ّة بيضاء، وكي٠دÙÙ…Ù‘ÙØ±Øª ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… على الأثر. ذلك أن الناس أخذوا يقصدونهم متوقّعين منهم المعجزات؛ ثم تولّى الكهنة الأمر وباتت القرية Ù…ØØ¬Ù‘ًا. وأنهى الأولاد المساكين ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… راهبات أو رهباناً. استØÙˆØ°Øª القصة عليّ. كانت شيرين ÙÙŠ عمر يقضي بأن تهتم أكثر بالتبرّج وطلاء Ø§Ù„Ø£Ø¸Ø§ÙØ± ومشاهدة المسلسلات Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ© العاطÙية وبرامج Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„. كان ثمة خطب ÙÙŠ ابنتي، ÙØ§Ø³ØªØ´Ø±Øª أخصائياً.
«Ø§Ø³ØªØ±Ø®ÙŠ»ØŒ قال لي.
Ø£ÙØ§Ø¯Ù†ÙŠ Ø·Ø¨ÙŠØ¨ Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ المختصّ ÙÙŠ علم Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ذاك، ÙØ¶Ù„اً عن أطبّاء آخرين ÙÙŠ هذا المجال، بأن الأصدقاء غير المرئيين هم إسقاط لأØÙ„ام الطÙÙ„ØŒ ووسيلة آمنة تساعده على اكتشا٠رغباته والتعبير عن مشاعره.
«Ù†Ø¹Ù…ØŒ لكن ماذا عن رؤيا امرأة ÙÙŠ ØÙ„ّة بيضاء؟».
أجاب Ù…Ø±Ø¬Ù‘ØØ§Ù‹ أنّ شيرين لم تÙهم كي٠ننظر إلى العالم ولا ØªÙØ³ÙŠØ±Ù†Ø§ له. Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø£Ù†Ù‘ نخبرها تدريجاً وبعد التمهيد، أنها متبنّاة. ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªÙ…ال الأسوأ، Ø¨ØØ³Ø¨ تعبير الطبيب، هو أنها قد تسعى إلى اكتشا٠ذلك Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§. عندئذ، سو٠تبدأ بالشك ÙÙŠ الكل. وقد يصعب التكهّÙÙ† بسلوكها.
Ù…ÙØ°Ø§ÙƒØŒ غيّرنا أسلوب ØªØØ¯Ù‘ثنا إليها. لا أدري مدى ØªØ°ÙƒÙ‘ÙØ± الأولاد لما ÙŠØØµÙ„ لهم. لكننا ØØ§ÙˆÙ„نا إظهار مدى ØØ¨Ù‘نا لها، وقلنا أن لا داعي لها ÙÙŠ اللجوء إلى عالم خيالي. كان ينبغي أن تدرك أنّ كَوْنَها المرئي كان جميلاً بقدر ما يمكنه أن يكون جميلاً؛ أنّ والديها سيØÙ…يانها من أي خطر؛ أنّ بيروت مدينة جميلة وشطآنها تÙيض شمساً وناساً. ومن دون ذكر «Ø§Ù„مرأة ÙÙŠ ØÙ„ّة بيضاء» ولو مرة، Ø±ÙØØªÙ Ø£Ù‚Ø¶ÙŠ المزيد من الوقت مع ابنتي؛ دعوت٠زميلاتها ÙÙŠ المدرسة إلى منزلنا؛ استغنمت٠كلّ ÙØ±ØµØ© لأغدق عليها العطÙ.
Ù†Ø¬ØØªÙ’ خطتي. كان زوجي كثير Ø§Ù„Ø³ÙØ±ØŒ وكانت شيرين تشتاق إليه دوماً. وباسم Ø§Ù„ØØ¨ØŒ قرّر أن يغيّر نمط ØÙŠØ§ØªÙ‡ قليلاً؛ ÙØÙ„Ù‘Øª التسلية المشتركة بين أب وأم وابنتهما Ù…ØÙ„Ù‘ Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ«Ù‡Ø§ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠØ©.
كان كل شيء يسير على ما يرام. لكن، ذات ليلة، دخلت ØºØ±ÙØªÙ†Ø§ والدمع ينهمر على وجنتيها، قائلة إنها ترتعد Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ وإنّ الجØÙŠÙ… على مرمى ØØ¬Ø±.
كنت ÙˆØØ¯ÙŠ ÙÙŠ المنزل. كان زوجي Ù…Ø³Ø§ÙØ±Ø§Ù‹. ÙˆØ±Ø¬Ù‘ØØª أن يكون Ø³ÙØ±Ù‡ السبب ÙÙŠ بأسها. لكن أن تذكر أن تذكر الجØÙŠÙ…! ما الذي كانت تتلقّنه من تعاليم ÙÙŠ المدرسة أو الكنيسة؟ قرّرت أن أذهب لمخاطبة معلّمتها ÙÙŠ اليوم التالي.
ÙÙŠ تلك الأثناء، لم تكÙÙ‘ شيرين عن البكاء. توجّهت٠بها إلى Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ°Ø©ØŒ وأريتها Ø§Ù„Ø¨ØØ± المتوسط ÙÙŠ الخارج، ÙŠÙØ¶ÙŠØ¦Ù‡ سناء البدر. أخبرتها أنْ لا وجود للشياطين، لا وجود سوى للنجوم، وللناس الذين يتمشّون على Ø§Ù„Ø£Ø±ØµÙØ© خارج شقّتنا. أخبرتها ألّا تقلق، أن لا داعي لخوÙها. لكنها ظلّت ØªÙ†ØªØØ¨ وترتجÙ. بعد نص٠ساعة من Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات تهدئتها، أخذ القلق يسري ÙÙŠ عروقي. توسّلت إليها أن تكÙÙ‘ عن ذلك، ÙÙÙŠ النهاية، هي لم تعد Ø·Ùلة. خلت٠أنها ربما بدأت تØÙŠØ¶ للمرة الأولى، وسألتها بخجل إن كان ثمة دم.
«Ù†Ø¹Ù…ØŒ الكثير».
Ø£ØØ¶Ø±ØªÙ بعض القطن، وطلبت٠إليها أن تستلقي لكي أعتني بـ«Ø§Ù„جرػ. لم يكن الأمر مهماً. كنت Ø³Ø£ÙˆØ¶Ø Ù„Ù‡Ø§ ذلك ÙÙŠ اليوم التالي. لكنّ دورتها الشهرية لم تكن قد بدأت. بكتْ أكثر، لا Ø¨ÙØ¯Ù‘ أنها كانت تعبة لأنها ØºÙØª لاØÙ‚اً.
ÙÙŠ اليوم التالي، Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ الدم.
اغتيل أربعة رجال. كان ذلك ÙÙŠ نظري معركة أخرى من المعارك القَبَلية Ø§Ù„Ù…ØØªÙˆÙ…Ø© التي تعوّدها شعبي. أما شيرين، Ùلم ÙŠØÙ…Ù„ لها ذلك أي معنى، ØØªÙ‰ أنها لم تذكر الكابوس الذي راودها.
ومنذ ذلك التاريخ ÙØµØ§Ø¹Ø¯Ø§Ù‹ØŒ دنا الجØÙŠÙ… أكثر ÙØ£ÙƒØ«Ø±ØŒ ولم يعد يغادر. ÙÙŠ ذلك اليوم بالذات، Ù‚ÙØªÙ„ 26 Ùلسطينياً ÙÙŠ قاÙلة، ثأراً لعمليات القتل. بعد أربع وعشرين ساعة، كان من المستØÙŠÙ„ النزول إلى الشارع بسبب الطلقات التي كانت تأتي من كل صوب. أقÙلتْ المدارس، هرع Ø£ØØ¯ أساتذة شيرين بها إلى المنزل. ÙˆØªÙØ§Ù‚Ù… الوضع. قطع زوجي رØÙ„Ø© العمل وعاد إلى بيروت، ØÙŠØ« قضى أياماً بطولها يهات٠أصدقاء له ÙÙŠ الØÙƒÙˆÙ…Ø©. لكن لم يقل أيّ أمر منطقي. كانت شيرين تسمع دوي الرصاص ÙÙŠ الخارج وصراخ زوجي الغاضب ÙÙŠ الداخل. لكن، لعجبي، لم تتÙوّه بكلمة. ØØ§ÙˆÙ„ت٠إخبارها بأن الأمر لن يدوم، أننا سنتمكّن قريباً من نزول الشاطىء مجدداً. لكنها كانت ØªØ´ÙŠØ Ø¨Ù†Ø¸Ø±Ù‡Ø§ عنّي ببساطة، أو تطلب كتاباً تقرؤه أو تسجيلاً موسيقيّاً تسمعه. ÙˆÙيما أخذ الجØÙŠÙ… يشتد، كانت شيرين تقرأ وتصغي إلى الموسيقى.
لكن Ø§Ø³Ù…Ø Ù„ÙŠØŒ Ùليس بودّي إطالة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ ذلك. لا أريد التÙكير ÙÙŠ التهديدات التي تلقّيناها، بمن كان على صواب، من كان على خطأ، ومن كان بريئاً. بعد أشهر قليلة، كان عليك لو أردت أن تعبر الشارع، أن تركب قارباً إلى جزيرة قبرص المقابلة، ثم تمتطي قارباً آخر وتهبط ÙÙŠ الجهة المقابلة من الشارع.
بقينا سنةً تقريباً Ù…ØØªØ¬Ø²ÙŠÙ† ÙÙŠ بيوتنا. نأمل دوماً أن ÙŠØªØØ³Ù‘Ù† الوضع، Ù†Ùكّر دائماً أن ما يجري أمر مؤقّت، وأن الØÙƒÙˆÙ…Ø© ستمسك بزمام الأمور. ذات ØµØ¨Ø§ØØŒ Ùيما كانت شيرين تصغي إلى تسجيل موسيقي على جهاز الأسطوانات المØÙ…ول الخاص بها، Ø±Ø§ØØª ترقص وتقول أشياء من مثل: «Ø³ÙˆÙ يدوم ذلك لوقت طويل طويل».
ØØ§ÙˆÙ„ت٠منعها من ذلك، غير أنّ زوجي أمسك بذراعي. أدركت٠أنه كان يصغي إلى أقوالها ويأخذها على Ù…ØÙ…Ù„ الجدّ. لم Ø£Ùهم لماذا، ولم نأت٠على هذا الموضوع Ù…ÙØ°Ø§Ùƒ. غدا نوعاً من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘مات بيننا.
ÙÙŠ اليوم التالي، شرع يتّخذ خطوات لم تكن ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³Ø¨Ø§Ù†. وإذا بنا، بعد أسبوعين على متن قارب وجهته لندن. لاØÙ‚اً، علمنا أن ØÙˆØ§Ù„ÙŠ 44000 شخص وقعوا Ø¶ØØ§ÙŠØ§ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأهلية ÙÙŠ تينك السنتين (1974 Ùˆ1975)ØŒ ÙˆØ¬ÙØ±Ø 180000ØŒ وتشرّد Ø§Ù„Ø¢Ù„Ø§ÙØ› مع أن هذه Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¡Ø§Øª لا ÙŠÙØ¹ÙˆÙ‘Ù„ عليها كثيراً. استمر القتال لأسباب أخرى، Ø§ØØªÙ„ّت جيوش أجنبية البلاد، ولا تزال أبواب الجØÙŠÙ… Ù…ÙØªÙˆØØ© ØØªÙ‰ اليوم.
«Ø³ÙŠØ¯ÙˆÙ… ذلك لوقت طويل طويل»ØŒ قالت شيرين. Ù„Ù„Ø£Ø³ÙØŒ كانت على ØÙ‚.
Ø§Ù„ÙØµÙ„ التالي سيعرض ÙÙŠ 16/02/2007
أعزّائي القرّاء،
بما أنه ليس ÙÙŠ إمكاني Ø§Ù„ØªØØ¯Ù‘Ø« بلغتكم، طلبت من شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، الناشر باللغة العربية، أن تترجم لي كل تعليقاتكم القيّمة على روايتي الجديدة. Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø§ØªÙƒÙ… وآراؤكم تعني لي الكثير.
مع ØØ¨Ù‘ÙŠØŒ
باولو كويليو