Stories & Reflections
ليلى زينب، 64 سنة، عالمة ÙÙŠ التنجيم
أثينا؟ يا له من اسم مشوّق! لنرَ… رقمها الأقصى هو 9. متÙائلة، أنيسة، Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† تتميّز بين Øشد. قد يقصدها الناس سعياً إلى التÙهّم والعاطÙØ© والسخاء. ولهذا السبب تØديداً عليها أن تكون Øذرة، لأنّ هذا الميل إلى الشعبية قد يصيبها بالغرور، وسيÙضي بها الأمر إلى الخسارة أكثر من الكَسْب. عليها أيضاً أن تصون لسانها، لأنها ميّالة إلى الكلام أكثر مما يقتضيه المنطق.
أما رقمها الأدنى، Ùهو 11. Ø£ÙØسّ أنها تتطلّع إلى مركز زعامة. لها اهتمام بالموضوعات الصوÙية. ومن خلالها تØاول أن توجد الانسجام لمَن Øولها.
لكن هذا يتضارب مباشرة مع الرقم تسعة، الذي يشكّل مجموع أرقام ميلادها من يوم وشهر وسنة، وهي أرقام مختزلة ÙÙŠ رقم ÙˆØيد: ستكون على الدوام عرضة للØسد والØزن والانطواء والقرارات المتهوّرة. عليها الØذر لئلا تدع Ù†Ùسها تتأثّر بذبذبات سلبية: Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ùرط، التعصّب، إساءة استخدام السلطة، الإسراÙ.
بسبب هذا التضارب، Ø£Ù‚ØªØ±Ø Ø£Ù† تختار مهنة لا تنطوي على الاتصال العاطÙÙŠ مع الناس، مثل هندسة الØاسوب أو الهندسة المدنية.
توÙّيت؟ أنا آسÙØ©. إذاً، ما الذي كانت تÙعله؟
ما الذي كانت أثينا تÙعله؟ Ùعلت القليل من كل شيء، لكن، إن كنت لأÙلخّص Øياتها، لقلتÙ: كانت كاهنة، Ùهمتْ قوى الطبيعة. أو، بالأØرى، كانت امرأة، بالنظر إلى الواقع البسيط ÙÙŠ امتلاك القليل لخسارته أو تأمّله ÙÙŠ الØياة، جازÙت أكثر من سواها، وآل بها المطا٠إلى التØوّل إلى القوى التي ظنّت أنها كانت متمكّنة منها.
كانت أمينة صندوق ÙÙŠ Ø£Øد المتاجر الكبرى، موظّÙØ© مصرÙØŒ سمسارة عقارات، ÙˆÙÙŠ كلّ٠من هذه المراكز، كانت تكش٠دوماً عن الكاهنة ÙÙŠ داخلها. عشت٠معها ثماني سنوات وأدين لها بـ: Ø¥Øياء Ø°Ùكْراها وهويّتها.
أصعب ما ÙÙŠ جمع هذه الإÙادات كان إقناع الأشخاص بأن ÙŠÙجيزوا لي استخدام أسمائهم الØقيقية. قال البعض إنهم لا يريدون التورّط ÙÙŠ مثل هذا النوع من القصص. Øاول البعض الآخر تورية آرائه ومشاعره. أوضØت أنّ نيّتي الØقيقية هي مساعدة جميع من ÙŠÙعنى بÙهمها على وجه Ø£Ùضل، وأنّ ما من قارىء يصدّق Ø¥Ùادات لا تØمل اسماً.
واÙقوا ÙÙŠ النهاية، ظناً منهم أنهم عرÙوا الوجه الÙريد والقاطع لأي Øدث، مهما يكن بلا دلالة. خلال التسجيلات، رأيت أن الأشياء لا تكون مطلقة أبداً، هي وق٠على مدارك كل Ùرد. والطريقة الÙضلى لمعرÙØ© من Ù†Øن، تكون ÙÙŠ الغالب باكتشا٠نظرة الآخرين إلينا.
لا يعني هذا أن Ù†Ùعل ما يتوقّع الغير منّا Ùعله، لكنه يساعدنا على Ùهم أنÙسنا Ø£Ùضل. أنا مَدين لأثينا ÙÙŠ Ø¥Øياء قصّتها، ÙÙŠ كتابة خراÙتها.
سميرة ر. خليل، 57 سنة، ربّة منزل، والدة أثينا
أرجوك، لا تدعÙها أثينا. اسمها الØقيقي شيرين، شيرين خليل، ابنتنا الغالية، التي أردناها يائسين، التي تمنّيت٠ووالدها لو كنّا Ù…ÙŽÙ† رÙزقا بها. لكن، كان للØياة مخطّطات أخرى. عندما تكون Ù‚Ùسمتنا شديدة السخاء، يكون هناك على الدوام بئر تهوي Ùيها كلّ Ø£Øلامنا.
عشنا ÙÙŠ بيروت، يوم تواÙÙ‚ الجميع على اعتبارها أجمل مدن الشرق الأوسط. كان زوجي صناعياً ناجØاً، وقد تزوّجنا عن Øب. دَرَجنا على السÙر إلى أوروبا كل سنة. كان لنا أصدقاء عدة، وكنا Ù†Ùدعى إلى كل المناسبات الاجتماعية المرموقة. وذات مرة، زار منزلي رئيس الولايات المتØدة بلØمه ودمه، أتتصوّر! ثلاثة أيام لا تÙنسى. قضى عملاء الاستخبارات الأميركية السرّية قرابة اليومين يمشّطون المنزل زاوية زاوية (كانوا قد أمّوا المنطقة منذ أكثر من شهرين، متّخذين مواقع استراتيجية، يستأجرون شققاً، يتنكّرون بزيّ متسوّلين أو عشّاق ياÙعين). واØتÙلنا، ليوم، أو بالأØرى لساعتين. لن أنسى يوماً نظرة الØسد التي اتّشØت بها عيون أصدقائنا، ولن أنسى الشعور بالØماسة ونØÙ† نتصوّر إلى جانب الرجل الأكثر Ù†Ùوذاً على وجه الأرض.
امتلكنا كل شيء، ما عدا أهم ما أردنا امتلاكه وهو الابن. وبالتالي، لم نمتلك شيئاً.
Øاولنا كل شيء: قطعنا العهود والوعود، قصدنا أماكن كانت المعجزات Ùيها أكيدة. استشرنا أطباء، مشعوذين، تناولنا أدوية وشربنا أنواعاً من الإكسير والجرعات السØرية. خضعت٠للإخصاب الاصطناعي مرّتين، ÙˆÙقدت الطÙÙ„ ÙÙŠ المرّتين. ÙˆÙÙŠ المرة الثانية، Ùقدت المبيض الأيسر؛ على أثر ذلك، لم يكن أي طبيب على استعداد لمثل هذه المخاطرة مجدداً.
إذّاك، Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø£Øد أصدقائنا العديدين الذين كانوا على علم بØالنا العصيبة الØلّ المØتمل الوØيد: التبنّي. قال إنّ لديه معار٠ÙÙŠ رومانيا، وإنّ العملية لن تستغرق الكثير من الوقت.
بعد شهر، ركبنا طائرة. كان لصديقنا علاقات عمل مهمة مع الديكتاتور الذي Øكم البلاد Øينذاك، والذي نسيت٠اسمه (ملاØظة الناشر: نيكولاي تشاوتشيسكو). وهكذا تÙادينا الروتين الØكومي البيروقراطي، وتوجّهنا تواً إلى مركز٠للتبني ÙÙŠ سيبيو، ÙÙŠ ترانسلÙانيا. كنّا هناك، Ù…Øطّ ترØيب، قدّÙمت إلينا القهوة، الدخان، المياه المعدنية، وإذا بالأوراق تÙوقّع وتÙختم. كلّ ما كان علينا Ùعله هو اختيار ولد.
تمّ اصطØابنا إلى Øضانة شديدة البرودة. ولم أستطع أن أتصوّر كي٠أمكنهم ترك أولئك الأولاد المساكين ÙÙŠ مكان مماثل. كان تبنّيهم جميعاً أول ما راودني غريزيّاً. أن Ø£Øملهم معي إلى لبنان، Øيث الشمس والØرية. لكن من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‡Ø§ كانت Ùكرة مجنونة. جلنا مرّات عدة بين الأسÙرّة، نصغي إلى بكاء الأولاد، وكنا مذعورين لعظمة القرار الذي كنّا على وشك اتّخاذه.
لأكثر من ساعة، لم أنطق بكلمة. وزوجي كذلك. خرجنا، تناولنا القهوة، دخّنا السجائر، ثم دخلنا مجدداً، Øدث ذلك غير مرّة. لاØظت٠أن صبر المرأة المسؤولة عن التبنّي كاد ينÙد. أرادت قراراً Ùورياً. ÙÙŠ تلك اللØظة، استسلمت٠لØسّ Ùطري أجرؤ على تسميته أمومة، كما لو أنني وجدت ولداً كان يجب أن يكون ولدي ÙÙŠ تجسّده، لكنه أتى إلى هذا العالم من رØÙ… امرأة أخرى. وإذا بي أشير إلى Ø·Ùلة Ù…Øدّدة.
نصØتنا السيدة أن Ù†Ùكّر مجدَّداً. هي التي كانت تنتظر بÙارغ الصبر أن نتّخذ قراراً! لكنني كنت أكيدة.
مع ذلك، ÙˆÙÙŠ Ù…Øاولة٠منها تجنّب Ø¬Ø±Ø Ù…Ø´Ø§Ø¹Ø±ÙŠ )كانت تعتقد أن لنا روابط مع الطبقات العليا ÙÙŠ الØكومة الرومانية(ØŒ همستْ ÙÙŠ أذني، بØيث لا يسمعها زوجي، قائلةً: «Ø£Ø¹Ù„م٠أن الأمر لن ينجØ. Ùهذه الطÙلة من نسل غجري».
أجبتها أن الثقاÙØ© لا تنتقل عبر الجينات. وأن ابنة الأشهر الثلاثة هذه سو٠تكون ابنتنا، وسو٠تتلقى تربيتنا، بالاستناد إلى عاداتنا. ترتاد كنيستنا، تزور شطآننا، تقرأ كتباً بالÙرنسية، تدرس ÙÙŠ المدرسة الأميركية ÙÙŠ بيروت. كنت أجهل كل أمر عن ثقاÙØ© الغجر، ولا أزال. كلّ ما أعرÙÙ‡ أنهم يكثرون السÙر، قليلاً ما يغتسلون، ليسوا أهلاً للثقة، يضعون أقراطاً. تقول الأسطورة أنهم يختطÙون الأولاد ويصØبونهم ÙÙŠ قواÙلهم. لكن هنا كان ما ÙŠØصل هو العكس تماماً. Ùقد خلّÙوا وراءهم Ø·Ùلة لأعتني بها.
Øاولتْ السيدة إقناعي بالعدول عن الأمر. لكنني كنت ÙÙŠ صدد التوقيع على الأوراق، والطلب إلى زوجي القيام بالمÙثل. ÙÙŠ رØلة العودة إلى بيروت، بدا العالم مختلÙاً: لقد وهبني الله سبباً للعيش والعمل والكÙØ§Ø ÙÙŠ مستنقع الدموع هذا. غدا عندنا Ø·ÙÙ„ يبرّر كل جهودنا.
كبرت شيرين Øكمة وجمالاً؛ صØÙŠØ Ø£Ù† الأهل كاÙØ© ÙŠÙاخرون بأولادهم، لكنني أعتقد أنّ شيرين كانت Ø·Ùلة استثنائية بالÙعل. بعد ظهر Ø£Øد الأيام، وإذ كانت شيرين ÙÙŠ الخامسة، قال Ø£Øد أشقّائي إنها، إذا أرادت أن تعمل ÙÙŠ الخارج مستقبلاً، Ùإنّ اسمَها سيÙØ¶Ø Ø£ØµÙ„Ù‡Ø§ على الدوام. ÙˆØ§Ù‚ØªØ±Ø Ø£Ù† ÙŠÙستبدل به اسمٌ لا يوØÙŠ بشيء، مثل أثينا. الآن، بالطبع، أعلم أن «Ø£Ø«ÙŠÙ†Ø§» يمثّل عاصمة اليونان، وهو أيضاً اسم إلهة الØكمة والذكاء والØرب عند الإغريق.
لعلّ أخي عر٠ذلك، تماماً كإدراكه لما قد يسبّÙبه اسم عربي من مشكلات ÙÙŠ المستقبل، ذلك أنه كان غارقاً ÙÙŠ شؤون السياسة، كسائر Ø£Ùراد العائلة، وأراد أن ÙŠØمي ابنة أخته من السÙØÙب السوداء التي استطاع هو ÙˆØده أن يراها ÙÙŠ الأÙÙ‚. وأكثر ما يثير العجب أنّ شيرين Ø£Øبّت وقع هذا الاسم. عصر ذاك اليوم أخذت تشير إلى Ù†Ùسها على أنها أثينا، ولم يكن ÙÙŠ مقدور Ø£Øد٠أن يقنعها بغير ذلك. ولإرضائها، اعتمدنا أيضاً ذلك اللقب، معتقدين أنها ستكون نزوة عابرة.
أيÙعقل أن يؤثّر اسمٌ ÙÙŠ Øياة إنسان؟ مرّ الوقت، وترسّخ الاسم. ÙÙŠ الثانية عشرة من العمر، اكتشÙنا أنّ ثمة دعوة دينية تجتذبها. كانت تقضي كلّ وقتها ÙÙŠ الكنيسة. وقد ØÙظت الإنجيل عن ظهر قلب؛ كان ذلك بركة ولعنة ÙÙŠ آن. Ø®ÙÙت٠على سلامة ابنتي وسط عالم كان آخذاً ÙÙŠ الانشقاقات الدينية. آنذاك بدأت شيرين تخبرنا، كما لو أن الأمر أكثر الأمور طبيعية ÙÙŠ العالم، أن لها أصدقاء Ø®Ùيين، وهم ملائكة وقديسون تعوّدت رؤية صورهم ÙÙŠ الكنيسة التي كنّا نرتادها. جميع الأولاد، أينما كان، لهم رؤى. لكن سرعان ما تتساقط من ذاكرتهم بعد تجاوز سنّ معيّنة. كما أنهم يعاملون الأجسام الجامدة، كالدمى والنمور الاسÙنجية، كما لو كانت من Ù„ØÙ… ودم. غير أنني شعرت Ùعلاً أنها كانت تبالغ عندما اصطØبتها من المدرسة ذات يوم، وقالت لي إنها قد رأت «Ø§Ù…رأة ÙÙŠ Øلّة بيضاء، تشبه مريم العذراء».
أنا أؤمن بالملائكة بطبيعة الØال. Øتى أنني أؤمن بأنّ الملائكة يتØدّثون إلى الأطÙال. لكن عندما يبدأ الطÙÙ„ بتلقّي رؤى يراها الراشدون، Ùهذه مسألة أخرى.
سبق لي أن قرأت عن رÙعاة وقرويين شتّى زعموا رؤية امرأة ÙÙŠ Øلّة بيضاء، وكي٠دÙمّÙرت Øياتهم على الأثر. ذلك أن الناس أخذوا يقصدونهم متوقّعين منهم المعجزات؛ ثم تولّى الكهنة الأمر وباتت القرية Ù…Øجًّا. وأنهى الأولاد المساكين Øياتهم راهبات أو رهباناً. استØوذت القصة عليّ. كانت شيرين ÙÙŠ عمر يقضي بأن تهتم أكثر بالتبرّج وطلاء الأظاÙر ومشاهدة المسلسلات التلÙزيونية العاطÙية وبرامج الأطÙال. كان ثمة خطب ÙÙŠ ابنتي، Ùاستشرت أخصائياً.
«Ø§Ø³ØªØ±Ø®ÙŠ»ØŒ قال لي.
Ø£Ùادني طبيب الأطÙال المختصّ ÙÙŠ علم Ù†Ùس الأطÙال ذاك، Ùضلاً عن أطبّاء آخرين ÙÙŠ هذا المجال، بأن الأصدقاء غير المرئيين هم إسقاط لأØلام الطÙÙ„ØŒ ووسيلة آمنة تساعده على اكتشا٠رغباته والتعبير عن مشاعره.
«Ù†Ø¹Ù…ØŒ لكن ماذا عن رؤيا امرأة ÙÙŠ Øلّة بيضاء؟».
أجاب مرجّØاً أنّ شيرين لم تÙهم كي٠ننظر إلى العالم ولا تÙسيرنا له. Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø£Ù†Ù‘ نخبرها تدريجاً وبعد التمهيد، أنها متبنّاة. والاØتمال الأسوأ، بØسب تعبير الطبيب، هو أنها قد تسعى إلى اكتشا٠ذلك بنÙسها. عندئذ، سو٠تبدأ بالشك ÙÙŠ الكل. وقد يصعب التكهّÙÙ† بسلوكها.
Ù…Ùذاك، غيّرنا أسلوب تØدّثنا إليها. لا أدري مدى تذكّÙر الأولاد لما ÙŠØصل لهم. لكننا Øاولنا إظهار مدى Øبّنا لها، وقلنا أن لا داعي لها ÙÙŠ اللجوء إلى عالم خيالي. كان ينبغي أن تدرك أنّ كَوْنَها المرئي كان جميلاً بقدر ما يمكنه أن يكون جميلاً؛ أنّ والديها سيØميانها من أي خطر؛ أنّ بيروت مدينة جميلة وشطآنها تÙيض شمساً وناساً. ومن دون ذكر «Ø§Ù„مرأة ÙÙŠ Øلّة بيضاء» ولو مرة، رÙØت٠أقضي المزيد من الوقت مع ابنتي؛ دعوت٠زميلاتها ÙÙŠ المدرسة إلى منزلنا؛ استغنمت٠كلّ Ùرصة لأغدق عليها العطÙ.
نجØتْ خطتي. كان زوجي كثير السÙر، وكانت شيرين تشتاق إليه دوماً. وباسم الØب، قرّر أن يغيّر نمط Øياته قليلاً؛ ÙØلّت التسلية المشتركة بين أب وأم وابنتهما Ù…Øلّ Ø£Øاديثها الÙردية.
كان كل شيء يسير على ما يرام. لكن، ذات ليلة، دخلت غرÙتنا والدمع ينهمر على وجنتيها، قائلة إنها ترتعد خوÙاً وإنّ الجØيم على مرمى Øجر.
كنت ÙˆØدي ÙÙŠ المنزل. كان زوجي مساÙراً. ورجّØت أن يكون سÙره السبب ÙÙŠ بأسها. لكن أن تذكر أن تذكر الجØيم! ما الذي كانت تتلقّنه من تعاليم ÙÙŠ المدرسة أو الكنيسة؟ قرّرت أن أذهب لمخاطبة معلّمتها ÙÙŠ اليوم التالي.
ÙÙŠ تلك الأثناء، لم تكÙÙ‘ شيرين عن البكاء. توجّهت٠بها إلى الناÙذة، وأريتها البØر المتوسط ÙÙŠ الخارج، ÙŠÙضيئه سناء البدر. أخبرتها أنْ لا وجود للشياطين، لا وجود سوى للنجوم، وللناس الذين يتمشّون على الأرصÙØ© خارج شقّتنا. أخبرتها ألّا تقلق، أن لا داعي لخوÙها. لكنها ظلّت تنتØب وترتجÙ. بعد نص٠ساعة من Ù…Øاولات تهدئتها، أخذ القلق يسري ÙÙŠ عروقي. توسّلت إليها أن تكÙÙ‘ عن ذلك، ÙÙÙŠ النهاية، هي لم تعد Ø·Ùلة. خلت٠أنها ربما بدأت تØيض للمرة الأولى، وسألتها بخجل إن كان ثمة دم.
«Ù†Ø¹Ù…ØŒ الكثير».
Ø£Øضرت٠بعض القطن، وطلبت٠إليها أن تستلقي لكي أعتني بـ«Ø§Ù„جرػ. لم يكن الأمر مهماً. كنت Ø³Ø£ÙˆØ¶Ø Ù„Ù‡Ø§ ذلك ÙÙŠ اليوم التالي. لكنّ دورتها الشهرية لم تكن قد بدأت. بكتْ أكثر، لا بÙدّ أنها كانت تعبة لأنها غÙت لاØقاً.
ÙÙŠ اليوم التالي، Ø£Ùريق الدم.
اغتيل أربعة رجال. كان ذلك ÙÙŠ نظري معركة أخرى من المعارك القَبَلية المØتومة التي تعوّدها شعبي. أما شيرين، Ùلم ÙŠØمل لها ذلك أي معنى، Øتى أنها لم تذكر الكابوس الذي راودها.
ومنذ ذلك التاريخ Ùصاعداً، دنا الجØيم أكثر Ùأكثر، ولم يعد يغادر. ÙÙŠ ذلك اليوم بالذات، Ù‚Ùتل 26 Ùلسطينياً ÙÙŠ قاÙلة، ثأراً لعمليات القتل. بعد أربع وعشرين ساعة، كان من المستØيل النزول إلى الشارع بسبب الطلقات التي كانت تأتي من كل صوب. أقÙلتْ المدارس، هرع Ø£Øد أساتذة شيرين بها إلى المنزل. وتÙاقم الوضع. قطع زوجي رØلة العمل وعاد إلى بيروت، Øيث قضى أياماً بطولها يهات٠أصدقاء له ÙÙŠ الØكومة. لكن لم يقل أيّ أمر منطقي. كانت شيرين تسمع دوي الرصاص ÙÙŠ الخارج وصراخ زوجي الغاضب ÙÙŠ الداخل. لكن، لعجبي، لم تتÙوّه بكلمة. Øاولت٠إخبارها بأن الأمر لن يدوم، أننا سنتمكّن قريباً من نزول الشاطىء مجدداً. لكنها كانت ØªØ´ÙŠØ Ø¨Ù†Ø¸Ø±Ù‡Ø§ عنّي ببساطة، أو تطلب كتاباً تقرؤه أو تسجيلاً موسيقيّاً تسمعه. ÙˆÙيما أخذ الجØيم يشتد، كانت شيرين تقرأ وتصغي إلى الموسيقى.
لكن Ø§Ø³Ù…Ø Ù„ÙŠØŒ Ùليس بودّي إطالة الØديث ÙÙŠ ذلك. لا أريد التÙكير ÙÙŠ التهديدات التي تلقّيناها، بمن كان على صواب، من كان على خطأ، ومن كان بريئاً. بعد أشهر قليلة، كان عليك لو أردت أن تعبر الشارع، أن تركب قارباً إلى جزيرة قبرص المقابلة، ثم تمتطي قارباً آخر وتهبط ÙÙŠ الجهة المقابلة من الشارع.
بقينا سنةً تقريباً Ù…Øتجزين ÙÙŠ بيوتنا. نأمل دوماً أن يتØسّن الوضع، Ù†Ùكّر دائماً أن ما يجري أمر مؤقّت، وأن الØكومة ستمسك بزمام الأمور. ذات صباØØŒ Ùيما كانت شيرين تصغي إلى تسجيل موسيقي على جهاز الأسطوانات المØمول الخاص بها، راØت ترقص وتقول أشياء من مثل: «Ø³ÙˆÙ يدوم ذلك لوقت طويل طويل».
Øاولت٠منعها من ذلك، غير أنّ زوجي أمسك بذراعي. أدركت٠أنه كان يصغي إلى أقوالها ويأخذها على Ù…Øمل الجدّ. لم Ø£Ùهم لماذا، ولم نأت٠على هذا الموضوع Ù…Ùذاك. غدا نوعاً من المØرّمات بيننا.
ÙÙŠ اليوم التالي، شرع يتّخذ خطوات لم تكن ÙÙŠ الØسبان. وإذا بنا، بعد أسبوعين على متن قارب وجهته لندن. لاØقاً، علمنا أن Øوالي 44000 شخص وقعوا ضØايا الØرب الأهلية ÙÙŠ تينك السنتين (1974 Ùˆ1975)ØŒ وجÙØ±Ø 180000ØŒ وتشرّد الآلاÙØ› مع أن هذه الإØصاءات لا ÙŠÙعوّل عليها كثيراً. استمر القتال لأسباب أخرى، اØتلّت جيوش أجنبية البلاد، ولا تزال أبواب الجØيم Ù…ÙتوØØ© Øتى اليوم.
«Ø³ÙŠØ¯ÙˆÙ… ذلك لوقت طويل طويل»ØŒ قالت شيرين. للأسÙØŒ كانت على ØÙ‚.
الÙصل التالي سيعرض ÙÙŠ 16/02/2007
أعزّائي القرّاء،
بما أنه ليس ÙÙŠ إمكاني التØدّث بلغتكم، طلبت من شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، الناشر باللغة العربية، أن تترجم لي كل تعليقاتكم القيّمة على روايتي الجديدة. ملاØظاتكم وآراؤكم تعني لي الكثير.
مع Øبّي،
باولو كويليو